المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة معركة اليرموك مختصرة


جودي احمد
02-21-2018, 07:18 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/2196kalimat1.com.jpg

قصة معركة اليرموك

بعد الانتهاء من حروب الردة وتسيير خالد من اليمامة إلى العراق في سنة 13هـ جهز الصديق الجيوش إلى الشام ، فبعث عمرو بن العاص إلى فلسطين ، وسير يزيد بن أبي سفيان وأبا عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة ، رضي الله عنهم أجمعين ، آمراً إياهم أن يسلكوا تبوك على البلقاء ، وكان عدد كل لواء من هذه الألوية الأربعة ثلاثة آلاف ، ثم توالت النجدات فيما بعد .
وصل الأمراء إلى الشام ، فنزل أبو عبيدة الجابية على طريق دمشق ، ونزل يزيد البلقاء مهدداً بصرى ، ونزل شرحبيل الأردن بأعلى الغور فوق طبرية ونهر الأردن ، وقيل نزل في بصرى ، أما عمرو فقد وصل إلى وادي عربة .
عين الصديق لكل منهم الولاية التي يتولاها بعد الفتح ، فجعل لعمرو فلسطين ، وليزيد دمشق ، ولأبي عبيدة حمص ، ولشرحبيل الأردن .
سار الأمراء إلى أهدافهم ، وعكرمة ردء للناس ، فبلغ الروم ذلك فكتبوا إلى هرقل، فجاء من حمص ، وأعد الجند ، وجمع العساكر ، وأراد أن يشغل قواد المسلمين بعضهم عن بعض لكثرة جنوده ، أراد أن يحاربهم متفرقين ، لكن عمراً تنبه للأمر ، خاصة بعد أن أرسل هرقل تذارق في تسعين ألفاً ، وبعث جرجة نحو يزيد بن أبي سفيان فعسكر بإزائه ، وبعث الدراقص فاستقبل شرحبيل بن حسنة ، وبعث الفيقار في ستين ألفاً نحو أبي عبيدة ، فهابهم المسلمون وخاصة أن جميع ألويتهم تعد واحداً وعشرين ألفاً ، باستثناء عكرمة فهو في ستة آلاف أيضاً ، فالمجموع سبعة وعشرين ألفاً ، فسأل الجميع بكتب مستعجلة عمراً : ما الرأي ؟ فراسلهم أن الرأي الاجتماع ، كما كتب الأمراء إلى أبي بكر بمثل ما كاتبوا به عمراً فكتب إليهم : أن اجتمعوا فتكونوا عسكراً واحداً .
بلغ ذلك هرقل فكتب إلى بطارقته أن اجتمعوا لهم ، وانزلوا بالروم منزلاً فسيحاً فيه ماء ، ويكون ضيّق المهرب لجنوده ، وجعل على الناس التذارق ، وعلى المقدمة جرجة، وعلى مجنبتيه باهان والدراقص ، وعلى الحرب الفيقار ، ففعلوا فنزلوا الواقوصة - وهي على ضفة اليرموك - ، وصار الوادي خندقاً لهم ، وانتقل المسلمون من عسكرهم الذي اجتمعوا فيه فنزلوا عليهم بحذائهم على طريقهم ، فقال عمرو : أيها الناس أبشروا ، حصرت الروم وقلما جاء محصور بخير ، إذ أن الروم تتحرك في منبطح فسيح من الأرض تحيط به من ثلاث جهات الجبال المرتفعة ، فهم محصورون .
وبقي المسلمون أمامهم صفر من سنة ثلاث عشرة وشهري ربيع لا يقدرون من الروم على شيء ، ولا يخلصون إليهم ، الواقوصة من ورائهم ، والخندق من أمامهم ، ولا يخرجون خرجة إلا نصر المسلمون عليهم ، حتى إذا انقضى ربيع الأول كتب أبو بكر الصديق إلى خالد ليلحق بهم من العراق ، وقد قال في ذلك : خالد لها ، والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد .
وقطع خالد المسافة بجيشه في خمسة أيام ، وفرح المسلمون بخالد ، واشتد غضب الروم بمجيئه ، وقال هرقل لقواده : أرى من الرأي أن لا تقاتلوا هؤلاء القوم ، وأن تصالحوهم ، فوالله لأن تعطوهم نصف ما أخرجته الشام ، وتأخذوا نصفه ، وتقر لكم جبال الروم ، خير لكم من أن يغلبوكم على الشام ، ويشاركوكم في جبال الروم ، ولكنهم أبوا .
واتخذ الطرفان استعداداتهما ، الروم في أربعين ومائتي ألف ، منهم ثمانون ألفاً مقيدين بالسلاسل كي لا يفروا من المعركة ، والمسلمون سبعة وعشرون ألفاً ممن كان مقيماً ، إلى أن قدم إليهم خالد في تسعة آلاف فبلغوا ستة وثلاثين ألفاً ، ومرض الصديق في هذه الأثناء وتوفي للنصف من جمادى الآخرة قبل الفتح بعشر ليال.
وعرض خالد على الأمراء أن يكونوا جيشاً واحداً ويتداولوا الإمارة يوماً بعد يوم ، فوافقوا وأمّروه هو أولاً ، وعلم خالد أن القتال كل بفرقته سيطول ، وفيه إضعاف للجهود فعبأ الجيش وقسمه إلى أربعين كردوساً [ أي: كتائب كبيرة ] كل كردوس ينقسم إلى: قلب وميمنة وميسرة ، وجعل القاضي أبا الدرداء ، والقاص أبا سفيان ، وعلى الغنائم ابن مسعود ، وقارئ سورة الأنفال المقداد بن عمرو ، وشهد المعركة ألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأمر خالد الكراديس كلها أن تنشب القتال ، وحينئذ وصل البريد إلى خالد بوفاة أبي بكر الصديق وتأمير أبي عبيدة فأخذ الكتاب وجعله في كنانته وخاف إن أظهر الأمر أن يضعف معنويات الجند .
ونشب القتال بجد في اليوم الأول ، وزحف الروم بأعدادهم الكثيرة فردهم المسلمون ، وفي هذا اليوم كثرت الجراح من كثرة السهام ، واعورّ من المسلمين سبعمائة فارس ، فسمي ذلك اليوم يوم التعوير ، وفي اليوم الثاني وقف عكرمة وقال: من يبايع على الموت ؟ فبايعه أربعمائة من الرجال ، فقاتلوا حتى أصيبوا جميعاً بجراحات ، ودامت المعركة يوماً وبعض اليوم ، وكان الهجوم الأخير عاماً على الروم ، واقتحم خالد وجيشه خندق الروم فتساقطوا في الوادي ، وتهافت منهم في الوادي ثمانون ألفاً .
وانتهت المعركة باستشهاد ثلاثة الآف من المسلمين ، وقتل من الروم مائة وعشرون ألفاً ، وارتحل هرقل من حمص مودعاً سورية وداعه الأخير ، وقال : سلام عليك ياسورية ، سلاماً لا لقاء بعده .
وبعد المعركة أعلن خالد مضمون الكتاب ، واعتزل الإمارة ، وولاها مكانه أبا عبيدة رضي الله عن الجميع .

************

قصة عن معركة اليرموك بشكل آخر

حدثَت في السنة الثالثة عشرة من الهجرة قُرب نهر اليرموك، في شهر جمادى الآخرة، بين المسلمين والروم.

عدد جيش المسلمين: ما بين 40 - 46 ألفًا، وقيل: أقل من ذلك.

عدد جيش الروم: (240) ألفًا، وقيل: أكثر من ذلك.

وكان قائد جيش المسلمين: خالد بن الوليد، ومعه كبار قادة الفتح؛ مثل: أبي عبيدة بن الجراح، وعمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، والزبير بن العوام، والقعقاع بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل.

وقائد الروم: تذارق، يُساعده: الفيقار وباهان.
وفي هذه المعركة نظَّم خالد بن الوليد جيشَ المسلمين على شكل كراديس، كل كردوس بألف مقاتل، يقوده واحد من أبطال المسلمين، وقال: إنَّ عدوكم طغى وكثر، وليس من التعبية تعبية أكثر في رأي العين من الكراديس، ثمَّ أمر عكرمة والقعقاع أن ينشبوا القتال، وأُنشب القِتال، والتحم النَّاسُ، وتطارد الفُرسان، وخرج جَرْجَة من الروم، وهو مقدم عساكرهم، وسأل خالدًا أسئلة عن الدِّين الإسلامي، فأخبره خالد عمَّا سأل، فأسلم وانقلب مع المسلمين، وقاتل معهم وأُصيب آخر النهار.

وحمل الرومُ على المسلمين فأزالوهم، ثمَّ تنادى المسلمون للثَّبات، فثبتوا للروم، وعادت الكرَّة للمسلمين عليهم، وارتفع القتال واشتدَّ حتى مالَت الشمسُ للمغيب، وتضعضع الروم، فانتهزها خالد فرصةً فاخترق بمن معه وهو في القلب جيشَ الروم حتى فصل خيلَهم عن رجَّالتهم (المشاة)، فإذا بخيل الرُّوم تصبح خارج المعركة، ووجدوا أنَّ الطريق مفتوح أمامهم للهرب، فانطلقوا في الصَّحراء لا يثبتون، وأفرج لهم المسلمون الطريقَ مما سهَّل هروبَهم، وأقبل المسلمون على المشاة، وكانوا قد اقترنوا بالسلاسل حتى لا يفرُّوا، فسهَّل هذا على المسلمين قتلهم، ورمى أكثرهم نفسه في الخندق خوفًا وفَرَقًا، فكان الواحد منهم يسقط ويسحب معه من اقترن به، وتهافت الجميع في "الواقوصة"؛ وهو الاسم الذي أطلَقه المسلمون على الخَندق، فيقتل أعلاهم أسفلهم، فكان عدد مَن قُتِل في هذا المكان مائة وعشرين ألفًا، ولما رأى الفيقار هذه الهزيمة المُنكَرة وما نزل بجنده، ألقى على نفسه البرنس حتى لا يرى الهزيمة، وفعل مِثلَه عددٌ من أشراف الروم، فقُتلوا وهم على هذه الحالة، وكتب الله النصرَ للمسلمين.

وقد شارك في هذه المعركة ألف من صَحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومنهم مائة شهِدوا بدرًا، كما قاتلتِ النِّساء في جولة من هذه المعركة.

استشهد في اليرموك ثلاثة آلاف من المسلمين؛ منهم عكرمة بن أبي جهل وابنه عمرو، وهشام بن العاص، كما أُصيبت عين أبي سفيان، وجُرح ضرار بن الأزور بجراحات بليغة.

وتُعَد هذه المعركة من المعارك الإسلامية الفاصِلة، فلم يلقَ المسلمون بعدها مِثل هذا الجمع مِن الروم، وبدأ بعدها حصار المدن في بلاد الشام وفتحها الواحدة تلو الأخرى .