المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة عن الصدق , فقرة وكلمة عن الصدق , ندوة عن الصدق


admin
08-13-2018, 06:56 PM
https://www.kalimat1.com/upload/uploads/153417231876127.png

موضوع عن الصدق - موضوع شامل عن الصدق

الصدق في القول:
صدق القول هو نطق اللسان بالحق والصواب فلا ينطَق بالباطل، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ...) (الأحزاب/ 70-71). غير أنّ الإسلام أباح الخروج على هذا الأصل لأسباب خاصة وفي حدود معينة، ذكرها الحديث النبوي الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أم كلثوم (رضي الله عنها) قالت: "ما سمعت رسول الله (ص) يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث: الرجل يقول القول، يريد به الإصلاح – أي بين الناس، والرجل يقول القول في الحرب، والرجل يحدث امرأته، والمرأة تحدث زوجها". فقد رخص رسول الله (ص) في النطق وفق المصلحة في هذه المواضع الثلاثة. وقد رُوي أن ابن أبي عذرة الدؤلي، وكان في خلافة عمر (رض)، وكان يخلع النساء اللاتي يتزوج بهن فصارت له في الناس من ذلك أحدوثة يكرهها. فلما علم بذلك أخذ بيد عبدالله بن الأرقم حتى أتى به إلى منزله ثمّ قال لامرأته: أنشدك بالله هل تبغضينني؟ قالت: لا تنشدني. قال: فإني أنشدك بالله. قالت: نعم. فقال لابن الأرقم: أتسمع؟ ثمّ إنطلقا حتى أتيا عمر (رض). فقال: إنكم لتحدثون أني أظلم النساء وأخلعهنّ، فاسأل ابن الأرقم! فسأله عمر فأخبره، فأرسل إلى امرأة ابن أبي عذرة فجاءت هي وعمتها. فقال: أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه؟ فقالت: إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالى، إنّه ناشدني فتحرجت أن أكذب. أفأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم فاكذبي، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك فإن أقل البيوت الذي يُبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والإحسان.

الصدق في الأعمال:
بمعنى أن يكون ظاهر عمل الإنسان عنوان باطنه، فإن مساواة السريرة للعلانية أحد أنواع الصدق. فالإنسان مثلاً قد يكون واقفاً على هيئة الخشوع في الصلاة ليس يقصد به أن يرائي غيره، ولكن قلبه غافل عن الصلاة، فمن ينظر إليه يراه قائماً بين يدي الله تعالى، لكن قلبه قائم في مكان آخر بين يدي شهوة من شهواته. وكذلك قد يمشي الرجل على هيئة السكون والوقار، وليس باطنه موصوفاً بذلك الوقار. إذن مخالفة الظاهر للباطن عن قصد تسمى رياء ويفوت بها الإخلاص، أما إن كانت عن غير قصد فيفوت بها الصدق.


الصدق في النية:
فلا يكون له باعث في الحركات والسكنات إلا الله تعالى، فإن خالط ذلك الباعث شيء من حظ النفس بطل صدق النية، وصاحبه يجوز أن يكون كذاباً.

الصدق في العزم:
ومن ألوان الصدق كذلك، الصدق في العزم والصدق في الوفاء بالعزم. فقد نرى مثلاً من يُقَدِّم العزم على العمل فيقول: إن رزقني الله مالاً تصدقت منه. فهذه عزيمة صادقة، ولكن ماذا عن الوفاء بها عندما يجيء المال؟ فإنّ النفس تسخو بالعزم، إذ لا مشقة في الوعد والعزم، فإذا حصل التمكين انحلت العزيمة ووهنت ولم يتحقق الوفاء بالعزم. وهذا يُضاد الصدق، قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...) (الأحزاب/ 23). وقد نزلت هذه الآية في أنس بن النضر، فهو لم يشهد بدراً مع الرسول (ص)، فشق ذلك على قلبه، وقال: أول مشهد شهده الرسول غبت عنه، أما والله لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله ليرين الله ما أصنع. فشهد أحد في العام المقبل فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو إلى أين؟ فقال: إنها لريح الجنة، إني أجد ريحها دون أحد، فقاتل حتى قُتل فوُجد في جسده بضع وثمانون ما بين رمية وضربة وطعنة، وقالت أخته بنت النضر: ما عرفت أخي إلا ببنانه. فنزلت هذه الآية تُبين لنا صدق العزيمة مع الوفاء بها، وأنّ الصادق هو الذي تصادق عزيمته في الخيرات قوة تامة لا ضعف فيها ولا تردد.
- من ثمرات الصدق:
الصدق هو أساس بناء الدين ودرجته تالية لدرجة النبوة. والصادقون هم أهل الإيمان، وقد خص الله سبحانه وتعالى بذلك عباده الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ). وقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) (النساء/ 69).
والصديقون لهم مرتبة المعية مع الله، فإنّ الله مع الصادقين ولهم مرتبة القرب منه. وهم أهل البر الذي هم أهل الإيمان والإسلام والصدقة والصبر. قال تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة/ 177).




- آفة الكذب:
والكذب هو عكس الصدق، وقد قيل لرسول الله (ص): أيكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم"، فقيل أيكون المؤمنُ بخيلاً؟ قال: "نعم"، فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ قال: "لا" – حديث حسن. وقال رسول الله (ص): "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له كاذب" – سنن أبي داود. وقال (ص): "إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلاً من نتن ما جاء به".
وأعظم الكذب هو الكذب على الله في المعتقد والأسماء والصفات، فترى أحدهم يُفتي على الله بالكذب، يقول هذا حرام وهذا حلال دون علم. قال تعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)