المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية مدرسية عن اداء الامانة


وردة امل
01-16-2018, 03:02 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/262kalimat1.com.png
مشهد تمثيلي مدرسي عن الامانة والصدق وعدم الغش..

تأليف: عبد العظيم هريرة
(مجموعة من الأطفال يتسابقون داخل الحديقة وهم ينشدون )
_المشهدالأول_:
إلياس: مهلا يا يوسف و يا أسماء، لقد أجهدنا أنفسنا بالجري، ترى كم الساعة
الآن؟
يوسف : لا زال أمامنا وقت كاف لكي نلعب ؟
أسماء: وماذا سنلعب؟
إلياس : نعم ماذا سنلعب ؟
أسماء : نلعب غميضة
يوسف : (وهو يغمز إلياس) نلعبها
أسماء : من منا سيغمض أولا ؟
إلياس : لعبة المطرقة و المقص تحدد
( يلعبون و تفرز اللعبة أسماء لكي تغمض عينيها)
إلياس : هات منديلك نعصب به عينيك
(يعصب إلياس عيني أخته ، يديرها حول نفسها ثم يهربان للاختباء و بينما هما
يقتحمان المخابئ ، يصيح إلياس فجأة)
إلياس : يوسف.. يوسف.. تعال و انظر..
يوسف : ماذا ..و ي و ي و ي و ي....اااا
إلياس : حــــقيــــــــــــبة !
أسماء : أين أنتما أيها الشقيان ؟ !
يوسف : أسماء توقفي و انزعي عن عينيك المنديل
أسماء : ماذا .. ماذا تفعلان ؟
إلياس : هناك .. أنظري.. حقيبة
أسماء : أين هي.. إنها حقا حقيبة !
يوسف : و يعلم الله ما بداخلها ؟

إلياس : حتما إن بها مالا كثيرا
يوسف : لا بد أن بها مالا
إلياس : هيا بنا لنأخذها
أسماء : إذهبا لأخذها و أنا سأراقب الطريق و أخبركما في حالة اقتراب أحدهم
(ينظران هنا وهناك وينطلق إلياس ثم يتبعه يوسف، وبعد قليل يخرجان وفي
أيديهما حقيبة متوسطة الحجم)
إلياس : كم هي ثقيلة !
أسماء : هيا لنحملها إلى المنزل
يوسف : نفتحها أولا و نعرف ما بداخلها
إلياس : نعم هناك على ذلك المقعد
(يتوجهون نحو المقعد ويجلس إلياس واضعا الحقيبة فوق ركبتيه ويبدأ في معالجة
القفل..وتفتح
..فيصيحون من الدهشة.. ثم يقفل إلياس الحقيبة ويستمر في النظر إليها)
إلياس : وا.. وا..وا.. !
أسماء : ولكن مهلا إن بها وثائق و أوراقا
يوسف : و ما شأننا بها
إلياس : ننظر فيها ونتعرف على هوية أصحابها
يوسف : و ما حاجتك بأصحابها ؟ هذا رزق ساقه الله لنا
أسماء : انتظر إلياس و افتح الحقيبة من فضلك
( يفتح إلياس الحقيبة وتأخذ أسماء الأوراق وتبدأ في تعدادها )
أسماء : هذا جواز سفر خاص بامرأة أجنبية
يوسف : و ماذا بعد ؟
إلياس : لا بد أن نعرف من هي و أين يمكن أن نجدها
أسماء : أيه معقول
يوسف : معقول !؟ كيف ؟ و ماذا سنفعل بهذه المرأة ؟
إلياس : نرد لها حقيبتها
يوسف : هل جننتم !....؟
أسماء : كيف !؟ أتتهمنا الآن بالجنون يا يوسف ؟
يوسف: و كيف لا و أنتم تبغون رد الحقيبة لهذه الأجنبية .. و المال ؟
إلياس: المال ليس مالنا.. إنه مال ضائع و قد اهتدينا لصاحبته ، إذن فلابد
من رده لها
يوسف: أقسم أنكما أصبتهما بالجنون

إلياس : و أنا ضميري لا يسمح لي لكي آخذ مالا ليس مالي
يوسف : و هل نحن سرقناها.. ألم نجده ؟
أسماء : ولكن .. أصحاب المال ظهروا.. و أنا أؤيد قرار أخي إلياس
يوسف : اتفقتم إذن، أعطيني الحقيبة
إلياس : لا لن أعطيك إياها..
( صراع دائري حول من سيأخذ الحقيبة )
يوسف : قلت أعطيني الحقيبة
إلياس : لا لن أعطيك إياها ..
يوسف : يا أخي إننا فقراء وربنا أراد إغناءنا
إلياس : لا يا أخوي هذه أمانة والله يريد أن يختبرنا بها
أسماء : كفى هل ستتصارعان على هذا المال و تنسيان أنكما أخوان؟ لنحملها إلى
أمنا وهي ستفصل بيننا
إلياس : لا أبدا
أسماء: سبحان الله .. و ماذا إذن؟
إلياس : قلت ... لا، يعني ... لا
يوسف : أنت لا تفكر .. يا إلياس، كيف يسمح لك ضميرك كي تفلت هذه الفرصة علينا.
إلياس : قلت لك هذه أمانة و ليست فرصة ، و إنني أعجب كيف نسيت بسرعة نصائح
أبي يرحمه الله و أمي أبقاها الله لنا ؟.
يوسف: نعم أنا أذكر كل شيء كانا يقولاه لنا و.. و لكن أضن أن كل ذلك كان
كلاما فقط
إلياس : كلاما ...فقط؟ !
يوسف: نعم.. كلام و لا أنكر أنه كلام جميل .. لكن إلى متى سنستمر في حياة
البؤس و الحرمان؟
أسماء : أخي يوسف اسمع إن ما يراه إلياس هو الصواب.. كيف تريد أن تنعم و
تغتني من غير كد وجد ..؟
يوسف : أخواي العزيزان فكرا و لو لحظة ...إن هذا المال سيرفعنا إلى درجة
الناس المحترمين، محترمين في المدرسة وفي الزقاق، سوف نرمي هذه الأسمال
البالية من على أجسادنا..سوف نشتري الدراجة التي طالما حلمنا بركوبها..

سنشتري الحاسوب.. سيحبنا الجميع و سيكثر أصدقاءنا.. س .. .
أسماء : توقف...أنا لا أوافقك على ما تقول أبدا ..
إلياس : و لا أنا طبعا.. اعلم أن المال لا يصنع الرجولة ولكن الرجال يصنعون
المال إنني أفضل أن أبقى فقيرا وشريفا على أن أكون غنيا بمال غيري ..
يوسف : أخي فكر، في والدتنا المريضة.. لطالما تعبت وكلت في خدمة البيوت
بعدما مات والدنا، أرجوك..أرجوكما امنحوها فرصة للراحة و التمتع ...
إلياس إنك لا تعرف أمك إذن إن ظننت أنها ستقبل بهذا..
أسماء : أمنا.. إن شاء الله ستتمتع عندما نكبر ونتخرج ونعمل بعرق جبينا.. و
نرفع عنها أسباب الحاجة و الفقر...
يوسف: إنكما و الله ضليعان في الكلام المثالي.. وتراضيان بأكل الخبز و
الشاي.. الزيتون الأسود والمرق بدون لحم..على فكرة هل تذكرون متى أكلتم
اللحم آخر مرة ..
إلياس : لا أدري .. إنك و الله تهدي
يوسف : منذ عيد الأضحى أي منذ خمسة شهور.. و أضنكم لم تنسوا المحسن الذي
تصدق علينا بكبش العيد..أليس كذلك؟
إلياس : اسمع يا أخي..إنك لن تقنعني بالاستناد إلى أهواءك..
يوسف: إنها ليست أهوائي كما تزعم.. إنه تعبي و مللي من الفقر.. مللي من
نظرات الجيران و عطفهم الزائد و المغلف...مللت نعوت أصحابنا في الحي
وزملاءنا في المدرسة.
أسماء : آخي كل هذا لا يهم .. لا بد أن نؤمن بالقدر خيره وشره.. وهذا أراده
الله لنا..
إلياس : نعم يا أخي كل واحد منا قادر أن يبني مستقبله بالجد والعمل
الشريف..هذا هو الأهم في نظر الناس الذين يؤمنون بالأخلاق و المثل العليا..
و لا تنس أخي أن الله تعالى فرق الأرزاق و فضل بعضا على بعض في الرزق ..
سبحانه وتعالى يهب المال لمن يشاء و لكن إذا لم يحسن المرء التصرف في هذا
المال و أنفقه في المحرمات و في كل ما يؤدي الناس فسوف يكون المال
و بالا عليه.
أسماء : نعم كما أن الله يهب من يشاء الذكور و يهب من يشاء الإناث و يجعل
من يشاء عقيما إن الأبناء زينة الحياة الدنيا و إذا كانوا صلحين بفضل
التربية القويمة سيكونون شفعاء لآباءهم يوم القيامة...
إلياس : كما أن الله يعطي العلم لمن يحبه من العباد ومن أعطي العلم فقد
أعطي خيرا كثيرا و لم يكن أغنى منه إلا أعلم منه والرسول صلى الله عليه
وسلم يقول:
« لــــــولا أبنـــــاء الفقــــــراء لضــاع العلـــــــم »
أسماء : ويقول أيضا (صلعم) " أطلبوا العلم ولو في الصين ".
إلياس : و يقول تعالى " إن من يخشى الله من عباده العلماء "
يوسف : معك حق يا أخي وكل ما تقولانه الصواب و لكنني توقف عمري اليوم 13
سنة و لا يزال أمامي 12 سنة على الأقل لكي أتم دراستي و أتخرج و إذا ما
حالفني الحظ و اشتغلت فسأضاف إلى لائحة الفقراء من الموظفين .. أهذا ما
تسميانه بناء للمستقبل؟
إلياس : ضع ثقتك في بعد الله تعالى و سوف تربح إن شاء الله هيا تحرك أمامي ..
يوسف : إلى أين ؟..
أسماء : أين نذهب يا أخي ؟

إلياس : نذهب إلى أقرب مركز للشرطة ..
يوسف :ماذا الشرطة... اسمع لن أتنازل عن هذه الحقيبة ولو بالموت ..
إلياس : استعد بالله يا أخي و اعقل .. إن ما تفكر فيه خيانة .. والله تعالى
يأمر الناس
برد الأمانات إلى أهلها ..
يوسف : أنت مصر إذن .
إلياس : نعم مصر...
أسماء : اسمعا عندي فكرة ..
إلياس : و ما هي فكرتك ؟
أسماء : ما رأيكما أن ننتظر حتى تعلن صاحبة الحقيبة على جائزة اللي يجدها و
يعيدها ..
إلياس : هذا التصرف بعينه ليس أمانة ..
أسماء : بالعكس بما أننا سنرد الحقيبة .. ما العيب في أن ننال جائزة مالية
أليست حلالا ؟..
إلياس : هذا ما أسميه طمعا .. والطمع عكس الشرف والكرامة ..وإذا أردنا أن
نرضي الله و نرضي ضمائرنا .. فيجب أن نرد الحقيبة بدون شرط
يوسف :أعطني حقي من الحقيبة و لتفعلا ما شئتما بحقكما..
إلياس : إن أنا أعطيتك حقك و هو طبعا ليس حقك أعطيتك الحقيبة بأكملها..
يوسف : سآخذها منك بالقوة ..
إلياس : وأنا أخبر الشرطة ..وتدخل للسجن .. ويمكن أن أفوز أنا بجائزتين
الأولى عن رد الحقيبة و الثانية عن التبليغ عنك ..
يوسف : وترضى أن يسجن أخوك؟ ..
إلياس : و لم لا إذا رضي أخي أن يعيش في الحرام ..
أسماء : أخي يوسف ... إلياس على حق .. نحن لا نستغني عنك ولكننا لا نرضى و
لا نسمح بأن يكون لنا أخ، نحبه و نخاف عليه، خائنا للأمانة و والدنا إن كان
حيا سيقول لك نفس الكلام...
يوسف : ( يطرق برهة و يقول ) سبحان الله إنني أحس كأن غشاوة انجلت عن عيني
بعدما كاد الشيطان لعنة الله عليه أن يخدعني و يوقعني في الخطأ ..
إلياس : و لم لا تقول أنك اقتنعت بالإيمان الذي مازال راسخا في أعماقك
والتربية الصالحة التي تلقيناها عن والدينا.. أخي الطبع دائما يغلب التطبع
.. والرسول ( صلعم) يقول:
( لا إيمان لمن لا أمانة له)
يوسف : ( يعانق أخاه) طيب ... هيا بنا إلى قسم الشرطة ..
أسماء : الحمد لله .. أنت الآن أخونا الذي نعرفه ..
_المشهد الثاني_:

في مخفر الشرطة

العميد : بوركتم .. يا أبنائي بوركتم .. نعم التربية و الأخلاق العالية
أتعرفون أنكم بأمانتكم هذه .. انقدتم سمعة وطنكم ؟..
( ينظر الإخوة إلى بعضهم البعض في دهشة واستغراب ).
العميد : صاحبة هذه الحقيبة .. سيدة إنجليزية ..جاءت لبلادنا لتبني مصنعا
كبيرا .. سيعود علينا بكل خير .. ولكنها و في ظروف غامضة لا حاجة لي أن
أشغلكم بها .. ضاعت منها الحقيبة..و كادت المسكينة تفقد صوابها كانت عندي
هنا منذ نصف ساعة فقط وهي الآن ذهبت إلى مقر إحدى الجرائد لكي تنشر إعلانا
.. هي مستعدة لأن تمنح جائزة قدرها عشرة آلاف درهم لمن يجد الحقيبة و يردها
إليها ..هنيئا لكم مسبقا انتم المحظوظين الذين ستكون الجائزة من نصيبهم ..
إلياس : ( يبتسم في وجه أخويه) هل سترجع الآن ..
العميد : لا تحمل هما يا ولدي... ( ويحمل سماعة الهاتف) .... ارتاحو..لحظة
( ويكون الرقم على الهاتف)..
آلو ..السيد مدير التحرير من فضلك
الصوت : من يطلبه سيدي ؟
العميد : آه.. أنا العميد منصور..من الدائرة 17
الصوت : لحظة من فضلك و سأحوله لك
م.التحرير : آلو.. العميد منصور كيف حالك؟
العميد : بخير سيدي و أنت ..؟
م.التحرير : الحمد لله .. أنا في الخدمة سيدي
العميد : شكرا .. هل زارتك اليوم سيدة إنجليزية ..؟
م.التحرير : بالفعل وهي جالسة أمامي
العميد : عظيم وهل تتفضل بتحويلها لي ؟
م.التحرير : بكل فرح سيدي..
العميد : ..آلو ميسيس وايت
م. وايت : ياس
العميد : آي هاف أفيري كود سوربرايز فور يو
م.وايت : ريلي .. واتس إيت !؟
العميد : تو لوفلي بويس أند أ بريتي كورل هاف فاوند يور كايز
م.وايت : واندرفول..آم كامن كويكلي
العميد : أوكي..ها ها ها ..هل عرفتم ماذا كنت أقول لها ..؟ حسنا قلت لها إن
عندي لها مفاجئة سارة و أن اثنين من الأولاد الظرفاء و فتاة جميلة قد و
جدوا حقيبتها وهم الآن أمامي فطارت من الفرحة وقالت بأنها آتية على الفور ..
إلياس:عفوا سيدي لأقد فهمنا كل هذا و لكن كيف عرفت أنها طارت من الفرحة و
أنت تكلمها عبر الهاتف؟
العميد: ها..ها..هها.. أيها الشقي الظريف ( يضحك الجميع)
_المشهدالتالث_ :
( ووصلت المرأة بعد حين وكم كانت فرحتها عارمة عندما رأت الحقيبة..و
الأطفال الثلاثة)
م.وايت : (تذهب لتقبيل الأطفال واحدا واحدا ، وتقول ..) أ نا أتكلم عربي
..وأحب كثير مغرب ..عندي واحد جدي من مغرب ولهذا أنا أريد أن أبني مصنعا
كبير في المغرب ليعمل فيه الشباب المغاربة.. شكرا ..شكرا أنتم عندكم جائزة
إلياس : شكرا...مدام

يوسف و أسماء : شكرا
م.وايت : أنا من يجب أن نشكركم ( وتهم بتقبيلهم مرة أخرى)
إلياس : في الحقيقة مدام نحن لا نطمع في الجائزة ولو كنا كذلك لأخذنا
الحقيبة كلها بما فيها
م.وايت : ( بعد صمت و تساؤل ميمي) غير معقول ! ! ! !؟
العميد : ماذا تقول ..يا ولدي؟
إلياس : جائزتنا وصلتنا سيدتي
م.وايت : ماذا..؟ لم أفهم
إلياس : انت ستبنين مصنعا يعود بالخير على بلادنا ونحن قد ساهمنا بمبلغ
الجائزة ...
في سبيل ابلادنا ..
م.وايت : ( مندهشة ، وتنهار على كرسي وهي تتنهد ) إتس نوت بوسبل
إلياس : ماذا قالت سيدي ؟
العميد : وما عساها أن تقول إنها لا تصدق أن في بلدنا أطفالا بهذه الأخلاق
إلياس : سيدتي.. إننا نكبر فيك مبادرتك و حبك لبلادنا و لكن لست أكثر منا
حبا لوطننا.. لذا أرجو ألا تفوتي علينا شرف خدمته ..حسب قدرتنا
العميد : هنيئا لكم أبنائي يحق لكم أن تفخروا بكونكم أبناء لهذا الوطن و إن
الوطن لابد أنه فخور بكم اليوم ( وانحنى ليقبلهما بدوره ). ( وهم الأطفال
بالخروج، فأوقفتهم السيدة )
م.وايت : وايت أمنت انتظروا ..على الأقل أتعرف عليكم..ما إسمكم ؟
إلياس : أنا إلياس تقي الدين وهذا أخي يوسف وهذه أختي أسماء ..
م. وايت : وأين تسكنون
إلياس : 13 زنقة الأمان حي عمر بن الخطاب
م. وايت : أنا لابد أن أعطيكم جائزة ولكن ليست مالية أنا قررت الآن أن أبني
لكم حديقة شبيهة بديزني لاند..
أسماء: عظيم..
م. وايت : و سأسميها أطلس لاند للأطفال ...و هذه مكافأة أرجو أن تقبلوها.
يوسف: ( يتقد نحوها ويمد يده ليصافحها وهو يقول ) لا نرى مانعا سيدتي ما
دام سيستفيد منها جميع الأطفال بوطننا، أليس كدلك يا إلياس و يا أسماء؟
إلياس و أسماء: بلى يا أخي ( و بنصرف الجميع )
الجميع: مع السلام سيدي العميد مع السلامة ميسيس وايت
العميد و السيدة: مع السلامة

المشهد الأخير

( ومـــــــرت أعـــــــــــــــوام )
( بينما يجلس الإخوان الثلاثة في بهو منزلهم وأمهم تقدم لهم الشاي ... يطرق
الباب ويقوم يوسف بفتحه فإذا به ساعي البريد وقد حمل إليهم خطابا مضمونا

وسلمه يوسف إلى لأخيه) .
يوسف : هذه رسالة غريبة عليها أسماؤنا نحن الثلاثة .
إلياس : هات لأرى ...(و يقرا الظرف ) إلى أسرة تقي الدين أسماء و إلياس و
يوسف.. عجبا
( و يديرها ليقرأ اسم المرسل ) غير ممكن إنها من مسيس وايت أتذكرون؟
أسماء و يوسف: نذكر و لكن إفتحها لنرى ما بداخلها
( و فتح إلياس الظرف وأخذ الرسالة و بدأ بالقراءة )
م.وايت :« أعزائي إلياس ويوسف وأسماء تقي الدين ، السلام عليكم ورحمة الله
: في البداية أود أن أبشركم بأن الله هداني للإسلام ... بفضل قصتي معكم منذ
عشر سنوات وإعجابي بإيمانكم وأمانتكم وأنتم صغار ... إن إسمي اليوم فاطمة
وايت ..لا شك انكم وأصدقائكم وجميع الأطفال في مدينتكم قد استمتعتم
بحديقتكم التي استحقيتموها وأتمنى أن يستمتع بها أبناؤكم بعدكم ..هذا و لقد
نجح مشروع المصنع الذي أسسته منذ عشرة أعوام نجاحا كبيرا وربحت من ورائه
أموالا كثيرة وكل هذا يعود إلى فضلكم وأمانتكم ... لم أحاول الاتصال بكم و
لكن صوركم و كلماتكم لم تفارقاني أبدا، وبما أنني لم أرزق أولادا وليس لي
وريث شرعي في هذه البلاد فإنني أعلمكما بأن المصنع هو اليوم في اسمكم كما
وهبت لكم جزءا من ثروتي سيجد كل واحد منكم نصيبه في حسابه البنكي نعم إنني
اعتبرتكم منذ ذلك اليوم شركاء في المشروع و أنتم اليوم تستحقون ما أحوله
لكم لأنه مالكم وإنني على يقين بأنكم ستحسنون إدارة هذا المصنع وسيزداد
إنتاجه لأنني أعرف أن إلياس مهندس معماري ويوسف محامي شاطر وأسماء مسيرة
ممتازة، فقد كنت أتابع خطواتكم وأمكم على علم بكل شيء .. أرجو أن تذكروني
دائما و تدعون لي بالمغفرة، وشكرا لكم
للمرة الأخيرة فقد أودع الحياة دون أن أراكم .... ( ولم يمتلك إلياس ويوسف
وأسماء أنفسهم فعانقوا أمهم بحرارة .
إلياس : كنت تعرفين كل شيء طوال هذه السنين .. ما أصبرك أمي ؟
الأم : نعم يا إبني ..بعدما بنت السيدة وايت مصنعكم و أرادت أن تسافر إلى
إنجلترا ..جاءت لزيارتي في صباح يوم أذكر أنه كان جمعة و كنتم في المدرسة
حكت المسكينة كل شيء و استأمنتني على سرها وواعدتها كي أكتم السر إلى أن
تبوح به لكم إذا ماستمرت في الحياة ..نعم هي من أعانني طوال هذه السنين على
إعالتكم و دراستكم وكسوتكم و كل شيء ..و بفضل أمانتكم هاهي مسيس فاطمة وايت
ترد لكم الجميل والله تعالى يكافئكم على صنيعكم.
الأطفال : الحمد لله.