01-31-2018, 08:23 PM
|
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 193
|
|
خطب عن عيد الحب مكتوبة
خطبة الجمعة جاهزة عن عيد الحب ( الفلانتين او الفالنتين )..
نقدم لكم 4 خطب عن ما يسمى عيد الحب او عيد العشاق
الخطبة الاولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى وأطيعوه، واعلموا أن مخالفة المشركين واجتناب مشابهتهم في الأعياد وغيرها واجب من واجبات الإسلام.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51]، وقال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) [هود: 113].
وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ". رواه أحمد وأبو داود.
قال ابن كثير -رحمه الله-: "في هذا الحديث دلالة على النهي الشديد، والتهديد والوعيد على التشبه بالكفار، في أقوالهم وأفعالهم ولباسهم وأعيادهم وعباداتهم، وغير ذلك من أمورهم، التي لم تشرع لنا ولم نقر عليها". انتهى كلامه.
ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب مخالفة المشركين؛ فعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما كان يصوم من الأيام ويقول: "إنهما عيدا المشركين؛ فأنا أحب أن أخالفهم". رواه أحمد والنسائي.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وإذا كان السخط ينزل عليهم يوم عيدهم بسبب عملهم، فمن يشركهم في العمل أو بعضه أليس قد يعرض لعقوبة ذلك؟! وقوله: "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، أليس نهيًا عن لقائهم والاجتماع بهم فيه، فكيف بمن عمل عيدهم؟!".
وقد جاء عن غير واحد من التابعين في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان: 72]، "أنها أعياد المشركين".
قال الإمام ابن عقيل -رحمه الله تعالى-: "إذا أردت أن تعرف الإسلام من أهل زمان، فلا تنظر إلى ازدحامهم على أبواب المساجد، ولا ارتفاع أصواتهم بـ"لبيك"، لكن انظر إلى موالاتهم لأعداء الشريعة".
ومما يؤكد تحذير الإسلام من أعياد المشركين ما أخرجه أبو داود عن ثابت الضحاك -رضي الله تعالى- عنه قال: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟!". قَالُوا: لاَ. قَالَ: "هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟!". قَالُوا: لاَ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لاَ وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلاَ فِيمَا لاَ يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ".
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "فإذا كان -صلى الله عليه وسلم- قد نهى أن يذبح بمكان كان الكفار يعملون فيه عيدًا، وإن كان أولئك الكفار قد أسلموا، وتركوا ذلك العيد، والسائل لا يتخذ المكان عيدًا، بل يذبح فيه فقط، فقد ظهر أن ذلك سد للذريعة إلى بقاء شيء من أعيادهم؛ خشية أن يكون الذبح هناك سببًا لإحياء أمر تلك البقعة، وذريعة إلى اتخاذها عيدًا".
وقال -رحمه الله-: "وهذا يوجب العلم اليقيني بأن إمام المتقين -صلى الله عليه وسلم- كان يمنع أمته منعًا قويًّا من أعياد الكفار ويسعى في دروسها وطموسها بكل سبيل".
ولا ريب أن من التشبه بالكفار الاحتفال بما يسمى بعيد الحب عندهم، ويتهادون الأزهار الحمراء، ويلبسون اللون الأحمر، ويهنئون بعضهم، وتقوم بعض المحلات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب، وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم، ويتخَذ هذا العيد عندهم رمزًا للمحبة والوئام بين جميع الناس، فلا فرق بين مسلم ويهودي، ولا مسلم ونصراني، بل الجميع تحت ظلال المحبة، وفي هذا إبطال لعقيدة الولاء والبراء، إبطال لملة إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام-.
قال تعالى: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة:22]، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "فأخبر سبحانه أنه لا يوجد مؤمن يوادّ كافرًا، فمن وادّ الكفار فليس بمؤمن، والمشابهة الظاهرة مظنة المودة فتكون محرمة". انتهى كلامه.
وقد أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط: هما عيد الفطر، وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني، فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها، ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها، ولا الإعانة عليها بشيء؛ لأن ذلك من تعد لحدود الله، (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) [الطلاق:1]. وإذا انضاف للعيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم؛ لأن في ذلك تشبهًا بهم ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ".
وعيد الحب هو من جنس ما ذكر؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله، أو أن يقره أو أن يهنئ به، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ولرسوله وبعدًا عن أسباب سخط الله وعقوبته.
كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول، والله -جل وعلا- يقول: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله، لا سيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنًا حذرًا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين، الذين لا يرجون لله وقارًا، ولا يرفعون بالإسلام رأسًا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها، فإنه لا هادي إلا الله، ولا مثبت إلا هو -سبحانه وتعالى-.
وعلى الآباء والأمهات وسائر الأولياء أن يتقوا الله فيمن تحت أيديهم من الفتيان والفتيات الذين اغتروا بهذا العيد، وشاركوا فيه، فليحذِّروهم سوء صنيعهم، وليأخذوا على أيديهم، وليذكِّروهم خطر التشبه بالكفار في اللباس، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
اللهم اجعل عملنا كله صالحًا، ولوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه شيئًا.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
****
الخطبة الثانية
درس ديني عن عيد الحب
حديثنا لهذا اليوم عن حدث عظيم وموسم تكتسي فيه الأرض باللون الأحمر والورد الأزهر حديثنا عن عيد المحبين والمحبات والفاسقين والفاسقات المتبعين سنن من كان قبلهم حذو القذة بالقذة ولو دخلوا جحر ضبِ لدخوله اتباعاً للهوى والشيطان ومشابهة لأهل التثليث والصلبان. حديثنا عن عيد أهل الأوثان من الرومان وعيد النصارى الوثنين إنه عيد الحب وما أدراك ما عيد فالحب في الاسلام دائر مدار العام والزمان فلا يحتاج لأن نخصص له يوماً أو شهراً وأزمنة حتى صارت مشاعرنا تبعاً لأزمنة نظهرها متى ما حل وقتها، وكأنها زر من يتحكم بها من بُعد، فالإسلام دين المحبة والرأفة والرحمة ونبينا نبي الرحمة وهو سيد المحبين والرحماء نسير بكم في جولة في رحاب هذا الحب وعيده الوثني وانتقاله من الرومان إلى الديانة النصرانية تحذيرا وتذكيرا فالرجال قوامون على النساء في الزمن الماضي أما في هذا الزمن فقليل ما هم فأصبحت النساء والأطفال يجرون آباءهم إلى أعياد ومناسبات لا يعملون حقيقتها وكنهها بل لعل الواحد منهم أشرك بالله وهو لا يعلم.
عباد الله: إن مما لا يخفى أن الإسلام قام على الحب ففي الإسلام حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب الصحابة رضوان الله عليهم وحب الصالحين وحب الوالدين وحب الزوج لزوجته والزوجة لزوجها وقد سئل صلى الله عليه وسلم من عمرو بن العاص رضي الله عنه من أحب الناس إليك قال عائشة فقال من الرجال قال أبوها " وكذلك حب الوالدين لأبنائهم وحب الأخ لأخيه إلى آخر ذلك من أبواب الحب الحلال التي شرعها الله تعالى بل وجعل فيها درجات ومراتب فقال صلى الله عليه وسلم " وكان خيرهما أشدهما حبا لصاحبه" وحثنا صلى الله عليه وسلم أن يبلغ المسلم أخاه بحبه له ورتب على الحب منازل في الجنة يغبطون عليها من الأنبياء والشهداء.
وجعله من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله "رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" مما يدل على عظم الحب في الله تعالى، والأحاديث في ذلك كثيرة والأجر في ذلك أكثر.
ومن أهم المقاصد التي شرعها الإسلام صناعة الشخصية الإسلامية وتعزيز هويتها التي ارتقت بالمسلم أن لا يكون منساقا وراء أعدائه مرتبطا بهم يقلدهم ويفعل فعلهم... بل عززت عقيدة الولاء والبراء، ولاء لله ورسوله والمؤمنين وبراءة من الكفار والمشركين من عقائدهم وأعيادهم وأفعالهم وموادتهم، مع الحفاظ على مبدأ حسن التعامل مع مُسَالِمهم وإكرامه والحرص على دعوته للدين واتباعه.
ومن مقاصد الشريعة سد ذريعة الكفر والشرك أو التأثر بها أو الركون لأهلها أو التنازل لهم عن بعض العقائد والقيم لإرضائهم ونيل ثنائهم وكسب عطائهم وهذه الأمور كلها نجدها في مشاركتهم بأعيادهم ومناسباتهم القائمة على العقيدة والشريعة التي تخصهم فـ(ما يفضي إلى محرم فهو محرم، فالعمل المباح إذا تضمن فسادا حُرم.) كما قرره علماء الأصول، ولذا حذر الصحابة رضوان الله عليهم من ذلك أن عمر رضي الله عنه كان قد شرط - واتفق الصحابة على ذلك - على أهل الذمة بعدم إظهار أعيادهم في دار الإسلام، وقال: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم في كنائسهم"، رواه عبدالرزاق.
وعنه رضي الله عنه قال: " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، رواه البيهقي.
وعن عبدالله بن عمر ومثله عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: " من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك يحشر معهم يوم القيامة"، رواه البيهقي.
هذه هي العقيدة التي رباهم عليها سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلموها لمن بعدهم ولذا كان للإسلام عزته لما كان للمؤمن هويته.
ومن القواعد التي يقوم عليها بيان هذه الأحكام ما أصله العلماء وبينوه (أن مضاهاة المشروع من التشريع، والتشريع لله وحده) وهذه الأعياد فيها مضاهاة للشرع لتعلقها بعقائد الكفار كعيد الكريسمس وعيد الفصح وعيد رأس السنة الميلادية وعيد الحب فكلها أعياد مرتبطة عقائديا عندهم على عقيدة أن الله (ثالث ثلاثة) تعالى الله عن ذلك علوا عظيما.
ولعل الحديث متعلق بعيد الحب ولسنا بصدد ذكر الأساطير التي ذكرت في هذا الباب وهي تزيد عن أربعة عمومها قائم على تقديس لقسٍّ نصراني دافع وناض عن عقيدته ومات لأجلها فجعلوا هذا اليوم عيدا الذي أعدم فيه حبا له وذكرى لتضحيته لعقيدته الكافرة.
فقصته معروفة ترجع للقس (فالن تاين) الذي دافع عن الزواج،لأن الجنود العزاب أكثر قوة في الحروب من الجنود المتزوجين وأراد الأمير أن يلغي الزواج لكي يستفيد من العزاب في المعارك، فاعترض هذا القس على هذا القرار وأخذ يزوج المحبين والمحبات لبعضهم البعض خُفية من غير علم الأمير وتم سجنه، ووقع بعد ذلك في حب ابنة السجان على خلاف ما تقره طقوس الرهبنة لأن الراهب لا يتزوج ولا يحل له ذلك في دينهم المحرف، وانتهى الأمر بإعدامه في 14-2- 270م. فكان هذا التاريخ انطلاقاً للعيد الوثني.
والأعجب أيها الموحدون: أن الكنيسة نفسها تراجعت عن الاحتفال بعيد الحب عام 1969م وذلك لأن هذا العيد لا يليق بالدين والأخلاق ومع ذلك نجد أن كثيرا من المسلمين يحتفلون به ويعظمونه ويقدمون فيه الهدايا وتكثر الإباحية والانحلال وضياع الحياء والله المستعان.
ومن القواعد الأصولية أيضاً (ما لم يكن في عهد النبوة من متعلقات الدين، مع توفر الداعي، وعدم المانع، فهو محظور).
وجل هذه الأعياد وغيرها كانت في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمن أصحابه رضوان الله عليهم ومع ذلك ما جاءنا أنهم عظموه واحتفلوا فيه وبل ولم يعطوه وزناً ولا قيمة، إذا فهذا العيد وغيرها من أعياد المشركين من الأعياد المحظورة الممنوعة في شريعتنا الغراء.
وصار التفاعل مع هذا اليوم على مستويات شتى الشباب والفتيات، بل وحتى الكهول و(الكهلات) ووسائل الإعلام والتجار والمنتجات الاستهلاكية إلى آخر القائمة.
ولكن السؤال: يا ترى هل هؤلاء يعانون من أزمة حب فعلي ونقص عاطفي وحنان أبوي فوجدوها فرصة سانحة لإطلاق محبوسات مشاعرهم ومكنونات أحاسيسهم؟ أم أن القضية – كما هو الواقع – لا تعدو أن تكون واحدة من الدلالات الواضحة على ما تعاني منه الأمة اليوم من تضييعها لهويتها، وسيرها الخانع في ركب (حظائر) العالم المادي.
والعجيب أيضاً: أن من مظاهرهم شراء تمثال أو دمية حمراء تمثل حيوان (الدب) وقد رسم عليه ما يمثل القلب، وكلمات الحب، ثم يباع بأسعار باهظة ليقدم كهدية ترمز للحب!! سبحان الله! (حُبٌّ) و (دُبٌّ) كيف يجتمعان أي علاقة بين حيوان مفترس كريه وبين كلمة تفيض بالنبل وتتوهج بمشاعر القرب؟! ربما أن المحتفلين ربطوا بين ما في الكلمتين من حرف (الباء)!!.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن أهدى للمسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته، خصوصًا إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم.
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم؛ فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر؛ فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب.
دع الأعاجم تذهب في مواسمها
مذاهب اخترعتها شر مخترعِ
إن الذي يحتذي في ذاك حذوهم
مشارك لهم في الحادث الشنعِ
أليس يأتون فيه كل منكرة
ويعكفون على الأصنام في البِيَعِ
فما لنا ولهم نقفو مواسمهم
وبيننا موقيات السيف والنطعِ
لا تهد فيها ولا تقبل هدية من
يهدي إليك وذر تخصيصها ودعِ
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وكثير من مشابهات أهل الكتاب في أعيادهم وغيرها إنما يدعو إليها النساء».
هكذا قال شيخ الإسلام عن النساء، وهذا هو الواقع فعلاً، وخصوصًا من الفتيات، فلماذا؟ وهل من خلاص؟
فالمرأة وخاصة إذا كانت في مقتبل عمرها يكون عندها من رقة المشاعر ولطف الأحاسيس وشفافية النفس ما قد يجعل الأمور تختلط عليها، فلا تفرق حينئذ بين التزين والفرح المشروع والممنوع، وقد يختل توازنها فتغتر بما قد يلامس سمعها من عبارات الإطراء والرغبة في الاقتران بها مما قد يبتليها به بعض مرضى القلوب.
في (14) فبراير يكثر تأنق عدد من الشباب، ويكثر أن تلاحظ بريق الهندام والحذاء والسيارة النظيفة جدًا، حتى يخيل إليك أن هذا الشاب إنما هو في ليلة زواجه، ولا يخلف هذا الظن إلا رؤيتك لذلك الشاب لا يبرح شوارع محددة وأسواق معينة!!، فهو (يفترُّ) فيها و (يمتِّرها) طولاً وعرضًا لعله يجد حُب الضائع وأميرته المنشودة على حصانها الأبيض.
يؤمل صيدًا غِرًا.. يسهل سقوطه في شباكه... فتاة مخدوعة تغتر بفتوته، وتصدق وعوده ومعسول كلامه.
ولهذا فإن من المتعين على الآباء والأمهات أن يلاحظوا هذا الأمر على أولادهم، وخاصة إذا رأوا من بناتهم تخصيص اللباس الأحمر في ذلك اليوم البلايز والجاكت والجوارب والأحذية، وهكذا لو طلبوا منهم شراء الورود والبطاقات الخاصة بذلك اليوم، فيبينوا لهم حقيقة الأمر بأسلوب شرعي تربوي مقنع، وكذلك المدرسات ينبغي أن يفتحن باب الحوار مع الطالبات حول هذه القضية، وأن يبين لهن حقيقة هذا العيد وما فيه من خرافات، وأن يسمعن منهن ما يدور بأنفسهم حتى يمكن تعديل هذه التصورات الآفلة.
كما أننا نعتب عتبًا كبيرًا على من يتاجر من المسلمين برموز الاحتفالات بأعياد الكفار باستيرادها أو تصنيعها، كالذين يتاجرون بالزهور وتوفيرها في ذلك اليوم على صفة مخصوصة، أو أصحاب محلات الألعاب وتغليف الهدايا، فإن متجارتهم تلك ببيعهم ما يساعد على الاحتفال بأعياد الكفار، ويتخذ ذريعة إليها، لا ريب أنه من التعاون على الإثم والعدوان والمشاركة في نشر عقائد الكفار.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ولا يبيع المسلم ما يستعين المسلمون به على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر.
هدى الله المسلمين والمسلمات لهدي خير البرية ومنقد البشرية من أهل الشرك والوثنية.
***
الخطبة الثالثة
إخوة الإسلام: إن التعبير عن المشاعر والعواطف لا يسوِّغ للمسلم إحداثَ يوم يعظمه ويخصّه من تلقاء نفسه بذلك ويسميه عيدًا أو يجعله كالعيد حتى لو لم يسمِّهِ عيدا.
هناك عادات جاهلية وبدع مذمومة وتقليد أعمى، اخترقت به الفضائيات خصوصيات المسلمين، ومنها عيد الحب، ولا شك أن هذا العيد إنما هو دعوة وراءها ما وراءها من إغراء بالشهوات وإشاعة للفحشاء والعشق والغرام المحرم؛ والانحلال بين أبناء المسلمين، تحت مسمى الحب.
وليس الحديث عنه ترويجًا، وإنما المقصود هو التحذير منه؛ لأنه في الواقع عيد رائج لا يحتاج إلى ترويج، وإنما يحتاج إلى تحذير، يدل على ذلك الحركة التجارية التي تصاحبه والتي تؤكد تفشي هذا الوباء في قطاع من المجتمع لا يستهان به، جُلُّهم من فئة الشباب من البينين والبنات.
ولسنا نحرّم الحب إذا حرّمنا ما يسمى بعيد الحب، فهذا عيد من أعياد الكفار، والمسلمون قد عوّضهم الله بعيدين شرعيين لا يجوز لهم الاحتفال بغيرهما، والأعياد من خصائص الأمم، فلا يجوز لنا أن نشارك أمم الكفر الذين هم أعداؤنا في أفراحهم واحتفالاتهم، فالاحتفال بمثل هذه الأعياد مناقض لعقيدة الولاء والبراء ولوازمها، وهو من التشبه بأهل الكتاب فيما هو من خصائصهم، وهو مخالفة صريحة لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكافرين.
فيا أيها المسلم: دع عنك التبعية لأعداء الدين، والتفت إلى دينك وما تميز به، وكن معتزا بشخصيتك الإسلامية، واجعل محبتك في الله وبغضك في الله؛ فالمرء مع من أحب يوم القيامة، واقتدِ بالصحب الكرام في هذا الأمر؛ فلقد ضربوا أروع الأمثلة في المحبة العالية السامقة المقرّبة إلى الله تعالى، فلقد روى الطبراني في الأوسط من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إنك لأحبُّ إليّ من نفسي، وإنك لأحبُ إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعتَ مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].
وإذا حقّت الحاقة، ووقعت الواقعة، وزلزلت الأرض زلزالها، ودنت الشمس من الرؤوس، فحدث ولا حرج عن الكرامات لهؤلاء المتحابين بجلال الله، يظلهم الله في ظِلِّ عرشه يوم لا ظل إلا ظله، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، وذكر منهم: (رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه)، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله جل وعلا يقول يوم القيامة: (أين المتحابون بجلالي؟! اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي).
اللهم إنا نسألك أن ترزقنا صدق محبتك ومحبة رسولك صلى الله عليه وسلم ومحبة المؤمنين.
اللهم إنا نسألك حبك؛ وحب من يحبك؛ وحب العمل الذي يقربنا من حبك.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا؛ وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك؛ وبفضلك عمّن سواك؛ وبطاعتك عن معصيتك.
اللهم ارزقنا وشبابنا ونساءنا العفة والطهر.
الله أصلح شباب وفتيات المسلمين؛ اللهم ردّنا وإياهم إليك ردًّا جميلا.
******
الخطبة الرابعة
خطبة عيد الحب
الحمد لله الذي قضى على كل مخلوق بالفناء ، وتفرد بالعز والبقاء ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ؛ له الأسماء الحسنى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الدجى.
أما بعدُ أيها المسلمون:
فإننا في زمن كثرت فيه الفتن والآفات ، حتى اقتحمت الأمم والمجتمعات ، وغيرت كثيراً من المفاهيم؛ حتى صار كثير من المنكرات من نوع المألوف الذي لا يقبل الجدل ، فإذا جاء من ينكرها فكأنه جاء ببدع من القول.
قال ابن مسعود t:" كيف أنتم إذا لبستكم فتنة؛ يربو فيها الصغير؛ ويهرم فيها الكبير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غيرت قالوا : غيرت السنة .
قالوا : متى ذاك يا أبا عبد الرحمن ؟. قال: إذا كثر قراؤكم ، وقل فقهاؤكم ، وكثر أمراؤكم، وقل أمناؤكم، والتمست الدنيا بعمل الآخرة، وتفقه لغير الدين ".
وها نحن نعيش في مثل هذه الأزمان ، وفي كل يوم يظهر من الفتن والمنكرات ما يهوّن ما كان قبله، ليس لهون ذلك المنكر، ولكن لأنه خَلَفه ما هو أشد منه ، حتى جعله هيناً بالنسبة إليه ، كما قيل :
لم أبك من زمن صعب لشدته
إلا بكيــــــــت عليه حين أفقدُهُ
ما قد جزعت على ميْتٍ فُجِعْتُ
إلا ظللت لستــــر القبر أحسدُه
وما ذممــــــــت زماناً في تقلبه
إلا وفي زمني قد صرت أحمدُه
قال الإمام الشعبي /: « ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه» ، وهو بعينه قول القائل :
رب يوم بكيــــــت فيه فلما
صرت في غيره بكيت عليهِ
وقد أخبر عن ذلك الصادق المصدوق r ؛ الذي ما ترك طريق خير أو شر إلا بيّنه لنا، فقال: « إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أوّلها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها ؛ وتجيء فتنة يرقق بعضها بعضاً؛ وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ؛ ثم تتكشف ؛ وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه ؛ فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة ؛ فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه » .
وإن من هذه الفتن التي غزت ديارَ المسلمين؛ وخلخلت العقائدَ والأخلاق؛ تلك الاحتفالات المبتدعة ، المستوردة من أمم الكفر، ومنها ما يحتفِلُ فيه الكفار هذه الأيام بما أسموه: " عيد الحب " ؛ والذي يوافق الرابعَ عشر من فبراير من كل عام ، وقد قلّدهم- ومع الأسفِ الشديد - بعضُ المسلمين جهلاً منهم بحقيقة الأمر ؛ وظناً منهم أنه من باب " الموضة " أو " البرستيجات الحديثة ".
وما علم مَن كرَّمه الله ﻷ بالإسلام أن ذلك من العبادات الوثنيةِ المحرمةِ التي لا يجوز المشاركةُ فيها بحال من الأحوال .
واسمعوا وتأملوا :
ففي يوم الرابع عشر من فبراير لعام 270 ميلادية، قام الإمبراطور الروماني " كلاوديس الثاني " بمنع عقود القران ، ذلك لأنه لاحظ أن العزابَ أشدُّ صبراً في الحرب من المتزوجين الذين يرفضون الذهاب إلى جبهات المعارك، فأصدر أوامره بمنع عقد أيِّ قران.
غير أن أحد القساوسة واسمه " فالانتاين "- وهو الذي سمي باسمه عيد الحب- عارض هذا الأمر ، واستمر بعقد الزيجاتِ في كنيستهِ سراً حتى اكتشفَ الإمبراطورُ أمرَهُ فسجنه، وفي السجن تعرف على ابنةِ أحد سجانيه ، وكانت مصابةً بمرض فعالجها فشُفِيَت.
إلا أنه قد وقع في غرامها، وقبل أن يُعدم أرسل إليها بطاقةً مكتوباً عليها من المخلص " فالانتاين "، وقد اعتنقت النصرانية مع مجموعة من أقاربها- لأنه كان يدعو للنصرانية- .
وقد لاحظ بعض القساوسة أن بعض الشباب يجتمعون في بعض القرى الأوروبية في منتصف فبراير؛ ويكتبون أسماء بنات القرية؛ ثم يضعون ذلك في صندوق ، ثم يسحب كلُّ شاب ورقة، والتي يَخرج اسمُها تكون عشيقته طوالَ السنة، فيرسل لها بطاقةً مكتوباً عليها: باسم الآلهة الأم أرسل لـك هـذه
البطاقة ، ثم تستمر العلاقة بينهما إلى عام ثم يستبدلها بعدُ بامرأةٍ أخرى .
فلما وجد القساوسة أنه من الصعب إلغاء ذلك الطقس من عقول أولئك الشباب ، عَمدوا إلى فكرةٍ ترسّخ النصرانية في عقول أولئك الشبان ، فقرروا أن يغيّروا عبارة: باسم الآلهة التي يستعملها الشباب إلى عبارة: باسم القسيس "فلنتاين"؛ وذلك لكونهِ رمزاً نصرانياً؛ وفي ذلك يتم ربطُ الشباب بالنصرانية. وإنه لمن المحزن جداً أن ترى بعض القنوات الفضائية؛ أو الجرائد اليومية؛ أو الاتصالات التي يملكها مسلمون وبين صفوف المسلمين وهم يروّجون لهذا العيد الوثني بين صفوف المسلمين.
إن هذا العيد المسمى بعيد الحب؛ عيدٌ وثني لا يجوز المشاركةُ فيه بحالٍ من الأحوال ، ويجب قطعُ جميعِ الطرق والوسائل المفضية إليه، وذلك أنه من أعياد الجاهلية التي أبطلها النبيُّ r ؛ قال أنس t : « قدم رسول الله r المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذا اليومان؟. قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله r : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يومُ الأضحى، ويومُ الفطر» .
وعلى ذلك فلا يجوز الاحتفالُ بأي يومٍ واتخاذه عيداً يعودُ في كل عام إلا ما حدّده الشرع وعظّمه كعيدي الأضحى والفطر .
كما أن الاحتفال بهذا العيد الوثني - ( عيد الحب )- إحياءٌ لشعيرة من شعائـر
الكفار؛ وتعظيمٌ لأيامهم الوثنية؛ وتشبهٌ بهم في عبادتهم؛ وقد قال r : « من تشبه بقومٍ فهو منهم » .
وفي هذا الاحتفالِ مضادةٌ لدينِ الله؛ وقدحٌ في أصلٍ من أصول عقائدِ أهل السنة والجماعة، وهو الولاء والبراء المتمثل في محبةِ المؤمنين وبعضِ الكافرين.
كما أن تقليدَ الكفار في هذا اليوم يقودُ إلى المحبة القلبية لأعمال المشركين؛ وللمشركين أيضاً ؛ وينمي الاستئناسَ بمن يحتفلُ بهذا اليوم ، لأن المرء عادةً يرتاح لمن يعملُ مثلَ عمله.
قال ابن تيمية /: " مشابهةُ أهلِ الكتاب والأعاجم ونحوهم لابد أن تورثَ عند المسلمِ نوعَ مودةٍ لهم، أو هي على الأقلِّ مظنة المودة؛ فتكون محرمةً من هذا الوجه سداً للذريعة، وحسماً لمادة حب الكافرينَ والولاءِ لهم ، فضلاً عن كونها محرمة من وجوه أخرى بالنصوص الواردة وغيرها".
وليحذر المسلم أشدَّ الحذر من التهنئةِ بهذا اليوم وغيره من الأعيادِ المبتدعَةِ ، لاسيما الأيام المعظَّمة عند الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم.
قال ابن القيم /: "وأما التهنئة بشعائر الكفار المختصة بهم فحرام بالاتفاق، مثلَ أن يهنئهم بأعيادِهم وصومِهِم فيقول : عيدٌ مبارك عليك ، أو تهنئْ بهذا العيدِ ونحوِهِ ، فهذا إنْ سَلِمَ قائِلُهُ من الكفرِ فهو من المحرمات ، وهو بمنزلةِ أن يهنئَه بسجودهِ للصليب ، بل إن ذلك أعظمُ إثماً عند الله وأشدُّ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتلِ النفس".
قال : " وكثير ممن لا قدر للدين عندَه يقع في ذلك ولا يدري قُبْحَ ما فَعَل ، كمن هنّأَ عبداً بمعصيةٍ أو بدعةٍ أو كفرٍ، فقد تعرّض لِـمَقتِ الله وسخطه ".
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه : الأول : أنه عيدٌ بدعي لا أساسَ له في الشريعة .
الثاني : أنه يدعو إلى اشتغالِ القلبِ بمثل هذه الأمورِ التافهةِ المخالفةِ لهدي السلفِ الصالحy ؛ فلا يحل أن يُحدث في هذا اليوم شيءٌ من شعائر العيد؛ سواء في المآكل أو المشاربِ أو الملابسِ أو التهادِي أو غير ذلك " .
( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم من بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين ) .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :
فاعلموا أن الاحتفال والمشاركةَ في عيد الحب - كما أنه قدحٌ في العقيدة- فكذلك هو إزراءٌ بالأخلاق؛ وشهادةٌ على النفس بالفجور .
فكم هو من الخزيِ والعارِ المشين؛ أن ترى محلاتِ الزهور وقد امتلأت باللونِ الأحمرِ - وهو شعار هذا العيد الفاجر- ؛ أو ترى الأسواقَ وقد امتلأت بالدُّمى والصورِ، وصور القلوبِ الحمراءِ التي يتهافت عليها التافهات والتافهون لإهدائها إلى بعضهم البعض.
إن المشاركةَ بهذا الفعل القبيح لهو استيرادٌ للطريقة الغربية في العلاقَةِ بين المرأةِ والرجل ، وإعلانٌ لهذا العشق البهيمي الذي يؤسَّسُ على عَلاقةٍ محرمةٍ.
إن المرأة التي تشارك بهذا الفعلِ لهي تشهدُ على نفسها بالفجور وأنها ساقطة عند عامة الناس؛ ويسيئون بها الظن ولو كانت بريئة، فالواجب عليها البعدُ عن مواطن الريبة والتهم .
كما ينبغي على ولي الأمر أن يكونَ حريصاً على ذريته ، وأن يقطع حبلَ الشيطان قبل أن يلْتَفَّ حولَ أعناقِ أبنائه ولاسيما البنات .
تفقدوا بناتكم وحذروهن من هذا الفعل المشين .
وابك لحال كثيرٍ من بنات المسلمين اللاتي يتهافتن إلى محلات الزهور أو شراءِ القلوب وتعليقها في السيارات .
وكأنها تقول للناس إنها تسعى إلى المجون.
ولربما بعضهن تفعل ذلك بحسنِ نية تقليداً للمجتمع، فيجب على من فتح الله عليه بمعرفةِ حكم هذا اليوم الوثنِي أن يحذرها من مغبةِ هذا الفعل الشائن .
انتبهوا أيها المسلمون ؛ وبخاصة الشباب لأنكم قد اطلعتُم على وسائلَ لم يطلع عليها غيرُكم ممن سبقكم ، فحوطوا الأهلَ بالنصح والتوجيه.
لا ترضوا أن تتزين البنتُ باللباسِ الأحمرِ في هذا اليوم، أو أن تتبادل البطاقاتِ أو الورودَ أو القلوبَ حتى مع الصديقات، فإن الانحراف في هذه العصور لم يقتصر على الشباب والبنات فقط؛ بل حتى بين البنات أنفسهن مما يحصل من التعلقِ القلبي المهلكِ.
فلا تتساهلوا في هذا الأمر الخطير، ولا تغفلوا عن أمرٍ اكتشف الكفار مغبته وهَدْمَه للأخلاق فحاربوه؛ ففي القرنين الثامنَ عشر والتاسعَ عشر ؛ ثار رجال الدين في إيطاليا على هذا العيد المسمى ( عيد الحب ) وأبطلوه؛ واعتبروه مفسدة لأخلاق الشباب والشابات؛ فلا يغفل المسلمُ العاقلُ المتمسكُ بأخلاقه عن أمرٍ تنبه له الكفار فاقدو البصيرة.
وعلى التاجرِ المسلم أن يتقي الله ولا يشاركَ في بيع ما لَه علاقةٌ في هذا العيد الوثني، فإن كسبه حينئذٍ سحتٌ وحرامٌ، وحريٌّ ألا يبارِكَ اللهُ به.
قال ابن تيمية رحمه الله : " ولا يبيع المسلمُ ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم – أي الكفار – في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك ، لأن في ذلك إعانةً على المنكر ".
فليتق الله المسلمُ أن يعينَ إخوانَه المسلمين على مخالفةِ أمرِ الله ﻷ ، بل الواجب عليه أن يحذرهم من مغبة هذا الفعل، لا أنْ يبحث عن الربح المادي ولو كان في المقابل ضياعُ دينِ إخوانه .
ومما يخطئ فيه بعضُ إخوانِنا وأخواتِنا من أهلِ النوايا الحسنةِ؛ أن بعضَ النساءِ
تشتري لزوجِها شيئاً أحمر بهذه المناسبة احتفالاً بهذا اليوم، وقد يحصل من بعض الأزواجِ مثل ذلك، ظناً منهم أن الاحتفال بهذا اليومِ يحرمُ إذا كانت الهدايا المتداوَلةُ بين رجلٍ فاجرٍ وامرأةٍ ساقطة فقط.
وهذا ظنٌّ خاطئ، فكما أنه يحرمُ إذا كان شعاراً على الفجور بين رجلٍ غريبٍ وامرأةٍ أجنبيةٍ جاهروا بالمنكر والفجور، فكذلك يحرم إذا كان بين الزوجين، لأنه عبادةٌ كفريةٌ وثنيةٌ، ولا يجوز تقليدُ الكفار في أعيادهم ؛ كما أنه قائد إلى اتهامِ الرجل والمرأة بما لا يليق بمثلهم؛ والحب بين الزوجين ليس له وقت معين، بل هو طول العُمْرِ إن أصلحهما الله.
هذا وإن مثل هذه الأيام المبتدَعة - عَلاوة على كونها ليست من الدين ، فقد أدَّت إلى فتورِ العلاقات بين صفوفِ المجتمع- كما هو في الواقع الغربيِ - فلا يتذكر الرجلُ زوجته إلا في ( يوم الحب )، ولا يذكر أمه إلا في ( يوم الأم )، ولا فضائل بلده إلا في اليوم الوطني وهكذا.
فاتقوا الله عبادَ الله، ولا يغلبنكم أهلُ الفجورُ على دينكِم وأخلاقِكم، واحذروا من التساهل فيما ترونَه صغيراً ، حتى يصير كبيراً فيطرحُ صاحبَه إلى هوةٍ سحيقةٍ لا نجاة فيها ولا فكاك.
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا..
|