01-16-2018, 11:07 AM
|
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 106
|
|
أجمل إذاعة مدرسية صباحية
اذاعة مدرسية . برنامج اذاعي . فقرات اذاعية
الحمد لله مستحقِّ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيَّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور.
أما بعد:
لدى الكثير من الناس فضول زائد يدفعهم إلى التدخل في ما لا يعنيهم، وهذا التدخل قد يوقعهم في مشاكل هم في غنى عنها.
ونحن في هذا اليوم ( ) الموافق ( ) من شهر ( ) لعام ( ) يسرنا أن نخصص الحديث عن موضوع التدخل في ما لا يعنيك.
نبدأ بالقرآن الكريم:
القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ * لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ [سبأ: 14 - 21].
ثاني فقراتنا السنة المطهرة:
الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» رواه الترمذي.
نصل إلى كلمتنا الصباحية:
اترك ما لا يعنيك إلى ما يعنيك
الإنسان خير المخلوقات إذا تقرب من بارئه، والتزم أوامره ونواهيه، وعمل بمرضاته، وآثره على هواه.
وشر المخلوقات إذا تباعد منه، ولم يتحرك قلبه لقربه، وطاعته، وابتغاء مرضاته.
أنفع الدواء أن تشغل نفسك بالتفكير فيما يعنيك، وتترك ما لا يعنيك؛ فالفكر فيما لا يعنيك باب؛ كله شر.
"ومن فكر فيما لا يعنيه فاته ما يعنيه" واشتغل عما ينفعه بما لا منفعة فيه. فالفكر والخاطر والإرادة والهمة أحق شيء بإصلاحه؛ فإن هذه خاصتك وحقيقتك التي تبتعد بها، أو تقرب من إلهك ومعبودك، الذي لا سعادة لك، إلا في قربه، ورضاه عنك. وكل الشقاء في بعدك عنه، وسخطه عليك.
اشغل عقلك - في باب العلوم - في معرفة التوحيد، وحقوق الله تعالى عليك، وفي الموت وما بعده، إلى دخول الجنة أو النار. وفي سوء الأعمال والحذر منها، وكيف تؤدي العبادات على الوجه الصحيح. وفكر في مصالح دنياك، في معاشك، وكسب مالك بالحلال.
إذا كان الذي يشغلك الله عز وجل، والعلم به، والشريعة، ومسائل العلم المفيد، والتفكير فيما يعنيك، وترك ما لا يعنيك، والتفكير في عيوبك، وكيف تتخلص منها، والتفكير بهموم المسلمين، وما يفيدهم ويصلح حالهم، والتفكير فيما يصلحك في الدنيا، فإنك على حال طيب.
الزائد من التطفل والفضول في فقرتنا القادمة:
التطفل والفضول الزائد
التطفل، أو حب الاستطلاع، هو محبة معرفة أسرار غيرك وخصوصياته، سواء عن طريق القراءة، أم السمع، أم الكلام، بطريق مباشر أم غير مباشر.
والتطفل أمر خاطئ؛ سواء من الناحية الروحية أو الاجتماعية.
والمفروض في الناس أن يحترموا خصوصيات الآخرين وأسرارهم، حتى في محيط العائلة. فليس من حق الأب أو الأم أن يفتح خطابات الابن مثلاً. ليس من حق أحد أن يتسمع حديثًا ليس له أن يسمعه، فهذا نسميه زنا الآذان. وليس من حقه أن يري خفية ما لا يجوز له رؤيته. فكل هذا لون من التجسس علي الآخرين لا يليق بشخص مسلم.
على أن التطفل قد يكون علنًا، وليس بالتجسس.
مثال ذلك إنسان يرهق غيره بالأسئلة، حول أمر خاص به، قد لا يريد أن يتحدث عنه! ولكنه يتابعه بالأسئلة، وربما عن تفاصيل، لكي يعرف منه كل شيء، وقد يعتذر المتطفل بالرغبة في الاطمئنان.
ولكن الرغبة في الاطمئنان لها أيضًا حدود، ومعرفة الأخبار لا تأتي بالقسر والضغط. وهناك فرق كبير بين شخص يريد أن يطمئن، وشخص يريد أن يعرف، وأن يعرف كل شيء! لذلك نصيحتي لك أن تسأل، فإن وجدت ممن تسأله عدم رغبة في الإجابة، أو عدم رغبة في الاستفاضة، والدخول في دقائق الموضوع، فلا تلح عليه بكثرة الأسئلة؛ لأن من صفات الفضولي أو المتطفل أنه لحوح، وغالبًا ما يحاول أصدقاؤه ومعارفه أن يهربوا منه، ومن أسئلته الكثيرة، وحب استطلاعه. وقد يغضب من هذا ويعاتب، وهم في خجل من مكاشفته بتطفله. وبعدم رغبتهم في الإجابة.
ونختم بهذه الفقرة:
حلول لتجنب الفضول والتدخل في ما لا يعنيك
1- تعود أن تحترم خصوصيات غيرك. وأن تقتنع بأن لكل إنسان أسراره الخاصة التي لا يجب أن يقولها، حتى لأعز أصدقائه. كما أنك أيضًا لك أسرارك.
2- اسأل نفسك باستمرار: ما شأني بهذا الأمر؟ ما هو حقي للتدخل فيه ؟ قل هذا لنفسك، بدلاً من أن يتجرأ غيرك، فيقوله لك ويحرجك.
3- ضع حدودًا في علاقاتك بالآخرين.
4- إن سألت أحدًا عن شيء خاص به أو بغيره، ووجدته غير مستعد للإجابة، أو في إجاباته تهرب، أو محاولة لغلق الموضوع، فلا تلح عليه.
5- لا تحاول أن تقرأ خطابات غيرك، أو تعبث في كتبه أو أوراقه. وإن وقع في يدك شيء من هذا، فكن محتشمًا، ولا تحاول أن تطلع علي ما ليس من حقك.
6- كن عفيف النظر، عفيف السمع، عفيف اليد.
7- احرص على معارفك وأصدقائك، حتى لا تفقدهم بمرور الوقت.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام فقراتنا لهذا اليوم، فلا تنسوا أن تتجنبوا الفضول والتدخل فيما لا يعني، ولتكن هذه قاعدة في حياتكم، فلا تتدخلوا في أمور ومشاكل، ليس لكم فيها أية فائدة.
|