المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية مدرسية عن القران الكريم مكتوبة


وردة امل
01-17-2018, 10:00 AM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/286kalimat1.com.jpeg
نص مسرحي مدرسي عن القران..مشهد تمثيلي عن القران الكريم..

بسم الله الرحمن الرحيم
المعلق : دارت أحداثُ هذه القصة على أرض جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقاً ، ذلك البلد الذي غالبية سكانه من المسلمين والذين حوربوا وقتلوا وطمست معالم الإسلام في نفوسهم وواقعهم ، ولم يبق منه إلا أقل القليل .
حدثت هذه القصة لطالب عربي مسلم ذهب للدراسة هناك ، فتعرف على شاب مسلم من تلك البلاد ، يدعى محمدوف، فعلمه العربية ، وقويت بينهم أواصر المحبة و الأخوة ، وعندا أراد الطالب العربي أن يرجع إلا بلاده لقضاء الإجازة ، طلب منه محمدوف أن يحضر له نسخة من القرءان الكريم ، لأنهم لا يملكون نسخة كاملة منه ، ولا يعرفون إلا أقل القليل ، فوعده خيرا .
وفي اليوم المقرر لوصل ذلك الطالب ، عائدا من الإجازة كان محمدوف في المطار لاستقباله .

{ المشهد الأول }
** يُفتح الستار ويظهر محمدوف وتبدو عليه علامات القلق ، ينظر إلى الساعة تارة ويفرك يديه تارة أخرى ، وفي هذه الأثناء يسمع صوت ، وبعد لحظات يدخل الطالب ويتعانقان ويسلم كل منهما على صاحبه .
محمدوف : لقد قضيتُ الصيفَ كلَه هنا في موسكو ، ولم أذهب إلى أذربيجان ، كنت أنتظر وصولك بتلهف وشوق ، ولكن أخبرني هل جئت بالقرآن العظيم ؟ لابد وأنك أتيت به ، أليس كذلك ؟
الطالب : نعم نعم .
محمدوف : إذن أيمكن أن تعطيَنِي إياه ؟
الطالب : لنصل إلى البيت أولاً .
محمدوف : أريد أن أراه حالا ... أريد أن تمسه يداي ، كان عليك ألا تضعه في الحقيبة ‍.
الطالب : حسناً حسنا يا أخي ... لكن أليس من الأفضل أن نخرج من المطار أولاً .
محمدوف : نعم ... نعم لنخرج أولاً.
** يصمت الجميع ويتقدمان إلى حافة المسرح ..
محمدوف :" ها قد خرجنا من المطار ، فاعطني القرءان ... أريد القرءان ، إن أهلي وعشيرتي في ( باكو ) ينتظرون وصولي على أحر من الجمر ، لقد أرسلت من يخبرهم بشأن القرءان ، ولم أعد أستطع السفر بدونه ، وقد وعدتهم بذلك ، وعيونهم معلقة إلى السماء يريدون رؤيته كاملا ، كما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، لقد ألحوا علي بمطالبتهم .
الطالب : وأنت بدورك تأكلني بإلحاحك ‍
محمدوف : نعم أريد القرءان حالا ، فهل أنت شيوعي حتى أخشاك ؟‍ ألست أخا في العقيدة والإيمان ؟ وأنا لا أرجوك . بل أطلب منك تأدية واجبك .
الطالب : ( يحدث نفسه وقد استدار لجهة أخرى) إنه متحمس جدا ، إنه منفعل للغاية ، وأتوقع بمجرد أن أضع القرءان بين يديه سوف يطير من الفرح ، وسوف يصرخ بأعلى صوته ، القرءان العظيم .... القرءان المجيد .... وسوف ينتشر ُ الخبر ، ويفضحني ويفضح نفسه ، فماذا يكون مصيرنا ؟ .. لا لا ... يغضب علي الآن ولبضعة أيام ، خير من تلك الفضيحة .
محمدوف : ( يستقبل وجه الطالب وهو يصد عنه كل مره) بما تفكر ؟ إياك أن تقول نسيتُهُ . أنك بذلك تقتل في معنى الحياة ، تئد في معنى الأخوة ، إنك تخنق أنفاسي .... إياك أن تقول نسيته ، إياك أن تقول نسيته.
الطالب : لا أعلم ما أقول لك . إني خجل منك أشد الخجل ، ولكن سوف نبعث إلى أخينا خليل ، وسوف يأتي به إن شاء الله .
محمدوف : تعني ..... أنك نسيت القرءان ؟ أليس كذلك ؟ ... نسيت القرءان ؟ لالا ... لا يعقل هذا.. تكلم .. أجب . إنها كارثة، إنها مصيبة ، هذا وأنت مسلم ، وأنت أخ وصديق ، ماذا أقول لأهلي ؟ بما أجيب عشيرتي ؟ كيف ألقاهم بعد هذا الغياب ؟ بما ذا أرد عليهم وقد منيتُهم ؟ لقد خذلتني .. لقد خذلتني .. لقد خذلتني ( يرددها وهو متجه إلى الخارج .)
(( تعليق - الطالب في ضوء خافت ))
ومرت الشهور طوليةٌ بعد ذهاب محمدوف ولم يعد يراه فيها ، وحين انتهت الامتحانات وحان وقت عودة الطالب إلى أهله ، أخذ يبحث عن محمدوف دون جدوى ، إلا أنه عرف أنه رحل إلى بلده باكو ، فكان لابد له من الرحيل إلى باكو .
{ المشهد الثاني }
** يفتح الستار ويظهر الطالب ومعه حقائب السفر .... يتقدم نحوه شاب بخطى بطيئة
الطالب : ها قد وصلت إلى أذربيجان ، هذا البلد المسلم ، بلد محمدوف ، ولكن كيف السبيل إلى الوصول إليه ؟ كيف أعثر عليه ؟ (يلحظ نظرات الشاب وتقدمه نحوه ) هاه .. شاب قادم نحوي ؟ ينظر إلي؟! . لعله أخو محمدوف الذي حدثني عنه كثيراً . أرسله في استقبالي . ولكن كيف علم بمجيئي ؟‍
الشاب : ( يقترب منه ) أسّلام أليكم .
الطالب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . أهلا بك ...... هل تعرف شابا في هذه البلدة يدعى محمدوف ؟
الشاب : نعم .. نعم .. اتبعني يا سيدي ( يأخذه إلى الدار )
{ المشهد الثالث }
** يفتح الستار على منزل متواضع يدخل إليه الشاب ومعه الطالب ...
الشاب : تفضل يا مولاي .... على الرحب والسعة .
الطالب : أهذا هو منزل محمدوف ؟
الشاب : لا .. بل هذه دارنا ...
الطالب : إني طلبت منك أن توصلني إلى دار محمدوف وليس إلى داركم .
الشاب : منذ أن عرفت جدي وهو يذهب إلى محطة القطار عند ساعة وصوله ، يتفحص وجوه القادمين .
الطالب : ولم ؟
الشاب : عله يجد من بينهم عربي مسلم .
الطالب : وهل كان اليوم هناك ؟
الشاب : لا .. إنه بعد أن تقدم به العمر ، و أصبح عاجزا ، ضعيف البصر ، كلفني بهذه المهمة ، ومكثت على ذلك سنين أعود إليهم وحيدا ... حتى يئسوا من سؤالي . وها هي الساعة التي ينتظرون .
الطالب : و أي شيء ينتظرونه من عربي مسلم طيلة هذه المدة ؟‍
الشاب : هذا ما سأعرفه أنا وأنت من جدي حالا .
** وفي هذه الأثناء يتوجه الشاب إلى داخل المنزل مناديا - جدي جدي - ويحضر جده وقد احدودب ظهره ، يمشي ويعتمد على حفيده وعلى عصا غليضة بيده .
الشاب : تقدم يا جدي .. هيا .. هيا .
الجد : أرفق بي يا بني .. فلست شابا مثلك .. كفاك عبثا ومداعبة .
الشاب : لا يا جدي هذه المرة لم تكن مداعبة .. لقد حل علينا ضيف تحبه.
الجد : من تراه يكون ... أهو خالك ؟ أم عمك ؟
الشاب : بل عربي مسلم .. من أرض الجزيرة .
الجد : ( ينزع يده من على كتف حفيده .. ويرمي بعصاه .. ويتحامل على نفسه كي يقف منتصبا ) من أرض الجزيرة ..؟ من أرض الجزيرة ..؟ من مكة والمدينة ؟ ( ويثب فرحا يحتضن الطالب ويتعانقان ) ... لقد حللت أهلا ونزلت سهلا ، خمسون عاما يا بني وأنا أنتظر هذه الساعة .. والحمد لله أن ظفرت بها .الحمد لله، الحمد لله .. ( يلتفت إلى حفيده ) اذهب يا بني وادع أخاك مكي .. وبشر أمك وأختك مكة بهذا الضيف .
الشاب : ( متجها إلى الداخل ينادي ) مكي مكي .. محمد محمد .. تعالا .
** يدخل مكي ومحمد
مكي ومحمد : السلام أليكم .
الطالب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
** يقف الجميع واجمون شاخصة أبصارهم إلى الطالب ، ولم يجلس منهم أحد
الطالب :( يحدث نفسه ) الجميع واقفون ينتظرون جلوسي .. لماذا كلُّ هذا الاحترام ؟ لماذا كل هذا التعظيم ؟ أي شيء يرجونه عندي؟
الجد : أهلا بك أيه المسلم .. أنرت هذا البيت وقدسته ، لقد حدثي أبي عن ديننا العظيم ، ولكنه - رحمه الله - لم يكن حافظا أو عارفا، و أوصاني أن أرقب الزمن ، عسى الله أن يبعث لنا مسلما يعلمنا شيئا من القرءان . وها قد حصل ولله الحمد.
الطالب : ( يرخي رأسه خجلا يحدث نفسه ) لقد أحسنوا الظن بي ، ما عساهم يفعلون لو علموا حقيقتي ؟ ... إيه ما أحقرني . ليتني أشعر بما يشعرون به ، ما هذا التبلد الذي أصابني ؟
الجد : نحن أيه السيد مسلمون نسعى إلى الله وإلى تعلم ديننا الذي نجهله ، ونسعى إلى تطبيق شرع الله ، إن كل ثروتنا - أيه السيد - هي نصف سورة الفاتحة وسورة ( قل هو الله أحد ) ، ننتظر من يعلمنا بقية أم الكتاب ، ويعلمنا الصلاة كما كان عليه الصلاة والسلام يصليها . إن أهل بيتي يلبسون الحجاب داخل البيت فقط ، أما في الخارج فلا يستطيعون ،لقد كان الشيوعيون يربضون في الطرقات من يوم الجمعة ، يقتلون من يخرج إلى الصلاة.
** يتوقف الجد عن الكلام قليلا وهو يفكر ، ثم يسترسل في الحديث ضاربا كفا بكف
الجد : الجنة ... الجنة .
الطالب : مالها الجنة ؟
الجد : كنت أخشى ألا أدخلها فأحرم من رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحبه ، والمؤمنون .
الطالب : لماذا ؟ ألست مسلما ؟ ترجو رضوان الله ،وتطمع في رحمة الله، وتحب الله ورسوله .
الجد : بلى . .. ولكن لا أعرف عن ديني شيئا ، ونحن المسلمون هنا مضطهدون ، و مغلوب على أمرنا ، أما الآن سأدخل الجنة إن شاء الله .
الطالب : وكيف ذلك ؟
الجد : اسمع يا سيدي ، نحن لا نعرف سوى نصف سورة الفاتحة كما أخبرتك ، وسورة ( قل هو الله أحد ) ، وحاجتنا أن تعلمنا بقية سورة الفاتحة ، وبعض سور القرءان ، وكذلك تعلمنا الصلاة وتحدثنا عن الإسلام ، ولن ندعك تخرج من دارنا قبل ذلك ، (ويلتفت إلى أبنائه ويسألهم ) أليس كذلك يا أبنائي ؟
الأبناء : نعم .. نعم يا جدي .. ذلك ما نريد.
** ( يتقدم الطالب قليلا يحدث نفسه ) : ما أسوأ نيتي .... الآن علمت لماذا يحتاجونني ... عرفت سر إلحاح محمدوف وغضبه علي عندما خيبت أمله ، ولم يحصل على القرءان ،
** يتحسس الطالب حقيبته ويخرج منها مصحفا ويمد به إلى الجد دون أن يكلمه . يتناول الجد المصحف يقبله ويضمه على صدره ويسمع نشيجه ، ويعطيه لأبنائه ، ويتناقلونه بينهم ويفعلون كفعل جدهم .
الطالب : ( يتقدم للجمهور يخاطبهم ) إنها ليست دموع فرح ، وليست دموع حزن ، لا .. بل هي دموع الشفاء ، دموع الحياة ، لقد عرفوا القرءان دون أن أخبرهم به ، إنها الفطرة ، إنها الفطرة .
** يخرج مكي في هذه الأثناء لإحضار بيتا للمصحف .
الجد : نسأل الله أن يبارك فيك ، وأن يجعل الجنة مثواك ، وأن يوفقك ويجعلك من السعداء في الدنيا والآخرة .
مكي : ( يعود مكي ومعه بيت المصحف ) جدي جدي .. هذا بيت المصحف الذي أعدته أمي وزخرفته لمثل هذا اليوم ، ( ويأخذ المصحف من جده )
الطالب : ( يلتفت إلى الجد ) إن لك فضلا كبيرا علي .
الجد : ( بدهشة واستغراب ) ماذا ؟‍
الطالب : نعم .. لا تستغرب . أنك جعلتني أدرك قيمة هذا القرءان العظيم ، فمنذ أن وعيت على الدنيا ، وهذا القرءان معي ، ولكن لم أكن أشعر بقيمته حقا ، إلا هذه الساعة .
** ينظر الطالب إلى مكي وهو يحاول وضع المصحف في البيت المعد له .
الطالب : لا لا ... لا تفعل ذلك .
الجد : لماذا ؟ .. إنه القرءان العظيم .. إنه القرءان الكريم .
الطالب : نعم . ولكن عندما فعلنا ذلك نحن ، أضعنا مهمته ، وفقدنا شعورنا بعظمته ، وضعناه في غير ما أنزل من أجله ، فلقينا من حياتنا نصبا ، ووجدنا في معيشتنا ضنكا . لم ينزل القرءان لهذا ، ولا لنعلقه على صدورنا ، ولا أن نزين به جدران منازلنا ، بل لقد جاء لنعمل به ، ونجعله منهج حياتنا ، نقيم حدوده كما نقيم حروفه ، ونؤمن بمتشابه ، كما نؤمن بمحكمه .
الجد : صدقت يا سيدي .
الطالب : كفاك رحمك الله، إنما أنا أخوك ، ولست سيدا لأحد ، ليس لي علك فضل بل الفضل لك بعد الله ، فقد أعدت إلي صوابي ، بعد رحلة طويلة في تيه الحياة ، وأوصلتني إلى أغلى شي ممكن أن أمتلكه - كتاب الله -
** تطفأ الأنوار ويظهر مشهد صامت ، يجلس الجميع يعلمهم القرءان والصلاة .
*** تعليق : وهكذا مكث الطالب ثلاثة أيام يعلمهم القرءان والصلاة ، وفي اليوم الرابع طلب منه أن يوصله إلى محمدوف ففعل.

{ المشهد الرابع }
** يفتح الستار ويظهر بيت محمدوف وهو جالس بداخله .. يُطرق الباب ويتوجه لفتحه .
محمدوف : من ؟ الصديق الحميم .. ( يتعانقان )... كنت واثقا أنك ستأتي ... هل أحضرت القرءان معك ؟ هل أحضرته ؟ أخبرني .
الطالب : نعم .. ولكن قبل أن أعطيك إياه أرجو أن تعذرني . وتقدر ظرفي .
محمدوف : لا عليك .. لا عليك ... المهم القرءان اعطني القرءان .
** يخرج الطالب القرءان فيخطفه محمدوف ، ويكاد يطير من الفرح .
محمدوف : القرآن القرآن ... أبي .... أخي ... لقد وصل القرءان ، لقد وصل القرءان .
** يدخل أهله وأقاربه يتناقلون المصحف وهم بين مصدق ومكذب ..................