المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسرحية عن التعاون مكتوبة


بيسان الدلوعة
01-19-2018, 12:01 PM
https://www.kalimat1.com/vb/upload/2017/357kalimat1.com.jpg
اسكتش عن التعاون..مشهد تمثيلي عن التعاون

1

دخل العم وليد إلى حجرته لينام ، فهو يستعد لعمل شاق في اليوم التالي ، فقد طلبت منه مدرسة الحي مسرحية عن التعاون ، بحث وليد على النت عن مسرحية مناسبة للأطفال تتحدث عن التعاون واستأذن من صاحبها أن يؤديها ، ثم وضع نص المسرحية والعرائس التي ستؤدي الأدوار على المكتب وقرأ أذكار النوم ثم نام نوماً عميقاً.
كانت شخصيات العرائس عبارة عن طبيب وضابط وجامع قمامة وخادمة ومدرِّسة وفلاح، وكانوا ينتظرون نوم وليد ليبدءوا حواراً خاصاً بينهم بلغة العرائس.
فقال الطبيب : غداً سوف ألفت أنظار الأطفال في المسرحية بملابسي البيضاء الرائعة ومنظري الجميل والسماعة في أذني وأنا أجري الكشف على المرضى ، بالطبع سيصفقون لي كثيراً فدوري هو أهم الأدوار.
وهنا قالت المدرسة بغضب : أهم منك أيها الطبيب الماهر معلمتك التي تعلمت على يديها صغيراً . هل نسيت فضلي عليك؟
ثم صاح الضابط : وأهم منكما من يوفر لكما الأمان طوال الليل في الداخل ، ومن يحرسكم من الأعداء على الحدود هو وجنوده.
وسمعهم الفلاح فتدخل معترضاً : مهلاً يا سادة ؛ فكلكم تدركون أنكم بدوني لا تؤدون شيئاً ، ولولا عملي وتعبي لما وجدتم الطعام الذي تأكلونه.
فرد جامع القمامة : ولكنكم جميعاً تتأففون من قمامتكم وتضعونها في الصناديق أمام البيوت ، ولا يقوم على نظافة أحيائكم إلا أنا ، ولو تركت هذه المهمة لامتلأت بيوتكم بالأمراض الفتاكة ولما استطعتم العيش فيها.
وهنا قالت الخادمة: صدقت فإنهم ينسون أمثالنا الذين يعملون في صمت، ولا يظهرون في ثيابٍ ومظاهر براقة ، ولو أنني امتنعت عن خدمتهم للزموا بيوتهم وتعطلوا عن أعمالهم.
وانطلقت صيحات العرائس عالية تملأ المكان فأيقظت العم وليد الذي صاح فيهم ما شأنكم ؟ وما هذه الضوضاء التي تحدثونها ؟
فراح كل منهم يحكي عن ظيفته في الحياة وأهميتها ويتهم الآخرين بضعف دورهم.
وهنا صمت وليد طويلاً وهو ينظر إليهم حتى سكتوا ثم قال:
يا أحبابي ، كلكم على حق ، ولكل واحدٍ منكم دوره المهم في المجتمع ، وهناك وظائف أخرى كثيرة مهمة جداً لا يمكن للمجتمع أن يستغني عنها كالخباز والصيدلي والسائق والحلاق وعامل المجاري والنجار والسباك والمحاسب وغيرهم ، ولابد من تعاون كل هؤلاء جميعاً ليقوم المجتمع وينهض ويتقدم.
فقال الطبيب : ولكنا نتحدث عن أهم الأدوار في مسرحتك التي ستؤديها غداً ، أليس دور الطبيب هو الأهم ؟
ضحك العم وليد قائلاً : لا أيها المغرور، كل العرائس المشاركة في العرض مهمة، وبدونها لا تستطيع أنت على الإطلاق الصعود على مسرح العرائس ، فالتعاون شرط أساسي لنجاح العروض التي نقدمها.
فتبسم الطبيب معتذراً لبقية العرائس فقالت المدرسة : لا عليك فقد وقعنا في نفس الخطأ جميعاً، والحمد لله أن العم وليد بين لنا الصواب.
ثم أخذت العرائس تعانق بعضها بعضاَ ، فضمها العم وليد جميعاً إلى صدره وقبلها ووضعها على السرير وراح يستعد لصلاة الفجر.

*******

2

يحكى أن هناك شخصا يعيش برجل واحدة والأخرى خسرها منذ أن كان صغيرا .. فبدأ يكيف

حياته مع خسارته التي فرضت عليه ... ووضع مكان رجله التي فقدها .. رجل أخرى

مصنوعة من الخشب .. ولكنه لم يكن يعتمد عليها كثيراً ...

وفي يوم من الأيام ... كان يمشي لوحده بجانب أحد الأنهار ... فقابل رجلاً أعمى فقد نعمة

البصر منذ ولادته ... تقابل الأعرج والأعمى عند شاطىء نهر ...

فأراد الإثنان أن يعبرا ذلك النهر الى ضفته الثانية حاول الأعرج عبور النهر ... ولكنه لم

يستطع بسبب رجله الخشبية .. وهناك خاطبه الأعمى قائلاً له:


الأعمى: ما بك أيها الصديق؟

الأعرج: أريد العبور إلى الجهة الأخرى ولكن لا أستطيع .. وهنا قص الأعرج قصته إلى

الأعمى ..

الأعمى: أنا أيضا أريد العبور إلى الجهة الأخرى ... ولكن كما ترى .. لا أستطيع أن أرى

الطريق ..

فأراد الأعمى أن يخفف عن صديقه الأعرج ... فقال له: هون عليك يا صديقي ... فأنا فقدت

نعمة البصر منذ ولادتي .. ولم أشاهد النهر أصلا .

الأعرج: وما الحل ... أنجلس هكذا نتبرم ساخطين ؟؟!!

الأعمى: بل نحمد الله سبحانه وتعالى .. لأنه جعل لنا عقولاً نفكر بها وسوف نجد مخرجا لهذه

المشكلة .. بإذن الله.

الأعرج: وكيف يكون ذلك .. أقصد ما الحل ؟؟

الأعمى: نتعاون معاً .

الأعرج: ماذا ؟ ... كيف نتعاون معاً !!!

الأعمى: أنت برجل واحدة .. لا تستطيع بها عبور النهر وانا مكفوف البصر ولم أشاهد النهر

ولا أعرف الطريق ... ولكن إذا تعاونا معاً نستطع أن نعبر النهر .

الأعرج: لقد ضاق صدري بثرثرتك وأريد ان اعرف الحل حالاً ... وإلا .......

الأعمى: حسناً ... حسناً ... هدئ من روعك واستمع لي .

الأعرج: كلى آذان صاغية .. هيا أعطنى الحل .

الأعمى: سوف أحملك على كتفي ونعبر النهر ... فأنت ستكون عيني التي تدلني وتوجهني

على الطريق ... وأنا سأكون ساقيك التي تمشي بهما ...

الأعرج: والله إنها لفكرة رائعة ... شكرا لك يا صديقي ..



وهكذا عندما تعاون الصديقان الأعمى والأعرج ... إستطاعا عبور النهر معاً بأمان .